20 يونيو 2012

مريومة نصار تكتب: إلى من يقولوا البرادعي قدوتنا

18 يونيو 2012
أزداد فخر كل ما رأيت الدكتور محمد البرادعي.. وأحمد الله أني أحسنت اختيار قدوة لي من هذا الزمن الذي انعدمت فيه الأخلاقيات وأصبح الإسلام بلا مسلمون والمسلمون بلا إسلام في المعظم مع الأسف .. هذا شعوري وشعور كل مؤيدي الدكتور بلا شك.. نكن له كل التقدير والاحترام ونشعر بالفخر بيه، لكن الحقيقة.. أمر ما يؤلمني ويؤلم كثير من مؤيدي الدكتور من بعض مؤيديه أيضا.
أنا هنا ألوم البعض من المؤيدين وليس الكل .. فصحيح أنهم يعتبرون الدكتور قدوة لهم ويكنون له كل الحب والتقدير والاحترام ويبذلون الجهد للدفاع عنه ولكنهم يقترفون بعض الخطأ الذي ضرره كبير، لكني قبل أن أتطرق لذلك الجزء, سأذكر في البداية نماذج من أخلاق الدكتور البرادعي.. فمثلا حينما تخلى الإخوان عن الدكتور لم يدير ظهره لهم ولم يعلن الحرب عليهم ولم يطلق لسانه بالشتائم والتحقير والتسفيه لهم, بل دائما يذكرهم بكل احترام وذوق رفيع حينما يسأل عنهم في لقاءاته.
ولا ننسى أن البرلمان اتهمه بالعمالة وبالأجندات الخارجية واتهم بالخيانة لوطنه, وصفق الجميع لمصطفى بكري وهنأه المهنئون على كلمته ضد الدكتور، وبرغم ذلك لم يرد لهم السيئة بالمثل، أيضا يذكرهم في لقائه بكل احترام وتقدير، وحينما ينتقد فإنما ينتقد أفكار ويضع حلول لا ينتقد أشخاص ولا يسخر من أفعالهم.. حتى حينما تطاول عليه الفريق أحمد شفيق في لقاء له لم يرد السيئة بالمثل، وحينما انتقد الفريق.. انتقده كرمز من رموز النظام السابق ولم ينتقده كشخصه.
نقطة.. هنا سأخاطب البعض من مؤيديه وليس جميعهم.. من يدعون أن الدكتور محمد البرادعي قدوتهم، من يبجلونه، من ينادون بحرية التعبير، من يتفاخرون بالدكتور أمام الجميع وأنه أفضل شخص مما لا شك فيه.. سأقول لهم هل تعاملتم بأخلاقه مع الناس!؟ هل ناقشتم الأفكار ونقدتموها!؟ أم تطرقتم للأشخاص وسخرتم منها بل وسخرتم من كل إسلامي بل وكان جل حديثكم حرية التعبير والرأي.. وأنتم تنادون بذلك دون أن تحترموا هذه الحريات! منكم من تمنى زوال الإخوان والإسلاميين ظنا منهم أنهم سيعيشون بسلام وهناء دائمين.. منهم من كان جل اهتمامه تشويههم، منهم من كان ينشر الشائعات عنهم دون التأكد من صحتها وإثباتها! منهم من كان يتصيد الأخطاء للناس وزلاتهم، منهم من يصفون من يخالفونهم بأفظع الصفات، منهم من يتهمون الآخرين بالصفقات! منهم من يخونون الإخوان ويعتبروهم ليس من الشعب.
والدكتور البرادعي اعتبرهم واعتبر مرشحهم من مرشحي الثورة وناشدنا جميعا بعدم تخوين بعضنا.. أفلا تسمعون!؟
والجدير بالذكر هنا أنهم يعتبرون الدكتور البرادعي قدوتهم، بل وينشرون تويتاته وكلامه دائما دون أن يتحلوا بأخلاقه.. لم أرى يوما الدكتور يخوض في أعراض الناس ويعامل السيئة بالسيئة.. الدكتور تأذى بشدة في عرضه وسمعته وشوه بكل الطرق والأساليب وفي جميع وسائل الإعلام لم نجده يرد السيئة بالسيئة، بل كان يطبق حديث الرسول عليه السلام (قل خيرا أو اصمت) وكان يفحم معارضيه وأعدائه بصمته وسكوته على أذاهم، وكانوا يشتعلون حقدا وحسدا حينما يتكلم.
الدكتور محمد البرادعي لا يحتاج لمن يدافع عنه.. هو بصمته وأخلاقه وحسن تعامله كان يخجلهم بحسن أخلاقه وكان يفرض احترام الناس له يوما بعد يوم، وكان يدع الساخطون يسخطون ويولولون مادام هو في الطريق المستقيم ولم يكترث لهم.. هل أنتم فاعلون مثله؟
أوجه كلامي لكم.. لأنكم بتصرفاتكم المستفزة تسيئون للدكتور، أنزعج دائما حينما أسمع أو أقرأ أناس يقولون "مؤيدي البرادعي بصفحاتهم وبما ينشروا فيها.. كرهونا فيه"! انتبهوا لما تفعلون فأنا ألومكم خاصة لأنكم مرتبطون باسم أنبل وأفضل ما أنجبته مصر.. فكونوا له نموذج حسن في بأخلاقكم تخجلون معارضيكم وليس بسخريتكم لهم.
وأخيرا نحتاج ثورة لأخلاقنا قبل أن تكون ثورة لأنظمتنا الفاسدة.
المصدر: الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق