14 مايو 2012

رحلة السيد محمد البرادعى

1 مايو 2012
خالد كساب
« ما تمنعوش الصادقين عن صدقهم.. ولا تحرموش العاشقين من عشقهم.. كل اللى عايشين م البشر من حقهم.. يقفوا ويكملوا.. يمشوا ويتكعبلوا.. ويتوهوا أو يوصلوا «.. وها نحن قد وصلنا أخيرا وعشنا لنرى قرار منطقى واحد فى زمن أصبح العبث هو دستوره الدائم واللا منطق هو منطقه الوحيد.. ها نحن قد عشنا لنرى أخيرا وسط كل تلك الأحداث الكارتون العبيطة التى تحدث بصفه يومية حدث واحد بجد.. إعلان تأسيس حزب الدستور بقيادة الرجل الذى لم يكذب علينا أبدا ولم يخالف ضميره يوما.. الحقيقى والمحترم والصادق والمخلص والمتحضر.. الدكتور محمد البرادعى..
شأنه فى ذلك شأن السيد ابو العلا البشرى.. عاد السيد محمد البرادعى إلى القاهره مثقلا بتركه لا يستهان بها من الأخلاقيات والمباديء والمُثُل.. مفعما بالآمال والطموحات فى جعل مصر تحتل مكانها اللائق والطبيعى بين باقى الدول المتحضره على ظهر ذلك الكوكب المُلعَب وفى إنتشال أهله وناسه من بئر العَوَء والفساد.. لم يخبرنا الرجل أنه يحمل الخير لمصر.. لأننا بمنتهى البساطة لسنا بحاجه إلى من يحمل الخير لنا.. فنحن بحاجه أكثر إلى من يحمل المنطق والعقل لنا.. ثم نستخدم نحن هذا المنطق وذلك العقل فى الحصول على الخير بعد أن نكون قد استحققناه بالفعل.. إلا أنه شأنه فى ذلك شأن السيد أبو العلا البشرى أفاق على تلك الحقيقه التى تنص على أن الحياه قد اختلفت كثيرا فى الكام سنه الأخرانيين.. فالقيم جميعها قد تشقلبت رأسا على عقب.. بينما المباديء قد ضربت شقلباظا أخيرا إختفت بعده تحت سطح مياه النيل العظيم !
عاد الرجل إلينا وليس معه شيء بخلاف فكرة.. فكرة نبيلة وصادقة للتغيير الحقيقى.. للتغيير اللى بجد.. وليس مجرد استبدال شعار « عشان تطمن على مستقبل ولادك « بشعار « نحمل الخير لمصر «.. فكرة للتغيير بجد.. تغيير طريقة التفكير نفسها.. وليس إستبدال وجوه بوجوه وسرور بكتاتنى وعجلة باستبن.. عاد الرجل إلى واقع أصبح الكذب فيه كالتنفس تتم ممارسته باسم حب الوطن وباسم التمسك بتعاليم الدين.. عاد البرادعى إلى مصر وقد أصبح الكذب فصلا من فصول النهار.. بينما الأخلاق قد انهارت تماما لنكتشف أن أسهل شيء فى هذا العالم هو أن تقوم بتربية ذقنك.. بينما الأصعب والأهم هو أن تقوم بتربية نفسك وعقلك وروحك وأخلاقك ومبادئك !
لهذا.. بينما كل ذلك العبث يحدث.. وبينما كل تلك الناس الغريبه اللى مش فاهمه أى حاجه فى أى حاجه والتى تجلس فى مواقع القياده هى التى تقرر لتلك الأمة العظيمة مقدراتها.. وبينما من يطلق عليهم – جزافا – القوى السياسية يجتمعون مع المجلس العسكرى لبحث معايير إختيار اللجنه التأسيسيه لصياغة الدستور.. وبينما إنتخابات الرئاسة قد تحولت فى كوميديتها وعبثيتها إلى ما يشبه إحدى حلقات «سيمبسون».. وبينما ولاد أبو إسماعيل قد تحولوا إلى ظاهرة.. وبينما رأت الجماعه أن مصر مقامها لا يساوى فى عرفهم أكثر من مجرد إستبن.. وبينما العلاقات المصرية السعودية مهدده بدون أن يعرف أى أحد الحقيقة التى تخص أى حاجة قد تكون ذات أى علاقة بطبيعة هذا الموضوع وبتفاصيله الغامضة.. وبينما علق مجلس الشعب إجتماعاته لمدة أسبوع للضغط على المجلس العسكرى من أجل إقالة الحكومه فى صراع الجماعه للحصول على أى منصب تنفيذى فى البلد رغبة منهم فى عدم الخروج من المولد بلا حمص وإعتقادا منهم بأن الحكومة القادمة فى حال إقالة حكومة الجنزورى سوف تكون بتاعتهم واقتناعا منهم بأنهم خلاص إتكشفوا على حقيقتهم ولابد من أى حركة سريعة يحصلون بها على أى سوكسيه سريع.. وبينما إكتشف الناس أن كل هؤلاء المتحدثين باسم الدين والأخلاق هم أكثر من مارسوا الكذب طوال الفتره الماضية بدون أدنى خجل أو كسوف من أنفسهم أو منا وقبل كل ذلك من ربنا.. وبينما الجميع متلخبط.. وبينما الخيط متخَبِّل.. وبينما العقدة بشنيطة.. بينما كل هذا يحدث أصبح لزاما علينا أن « نتأمل الأحوال.. ونوزن الأفعال « لنعرف من هم بجد الذين ينبغى علينا أن نصدقهم.. « ونمشى فى صفهم « !
لهذا.. مع حزب الدستور الجديد.. حيث تقريبا كل المحترمين بجد.. أثق بأنه المركب حتوصل «البر» .. بس انت «ادعي» !
المصدر: المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق