23 أبريل 2012

حزب البرادعى

13 أبريل 2012
د. زكي سالم
فى نهاية شهر فبراير الماضى كتبت مقالا بعنوان «مشروع البرادعى» تحدثت فيه عن المصريين الطيبين الذين ما زالوا يعلقون آمالهم على د.محمد البرادعى، أو على الدور الذى يمكن أن يلعبه فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر. فبعدما قرر البرادعى-فجأة- الانسحاب من سباق الرئاسة، شعر هؤلاء بخيبة أمل كبيرة، وإن كان بعضهم قد تفهَّم وجهة نظر البرادعى، وأسبابه الوجيهة للتراجع، لكن غيابه عن الساحة السياسية المشتعلة، أثار حفيظة كثير من الناس.
ولذلك أنهيت مقالى بهذه الكلمات: «لقد دمَّر العسكر البلد فى المرحلة الانتقالية، وساروا بنا فى طرق ملتوٍ، وأرادوا منا أن نمشى بالمقلوب! لكن كل هذا لا يبرر اختفاء البرادعى من المشهد السياسى، ولذلك كثير من القوى الثورية المتناثرة تتمنى أن يعود البرادعى إلى موقعه فى قيادة قوى الثورة لبناء مصر الجديدة». إذ كنت أتحدث عن مشروع وطنى كبير، يضم مجموعات كثيرة من المخلصين لهذا الوطن، إذا ما تبناه البرادعى، حتى نتمكن من عبور هذه المرحلة (الانتقامية) بسلام.
فلا يصح أبدا أن يكتفى البرادعى بعبارات قصيرة يكتبها على حسابه على «تويتر»! ولا يصح كذلك للقوى الوطنية والثورية أن تبقى هكذا متشرذمة! ومن ثم فالواجب المُلقَى على عاتق الأحرار جميعا أن يتَّحدوا، ويتجمعوا معا، وأن يؤمنوا بضرورة العمل الجماعى فى هذه المرحلة الحرجة. فالمجتمع المصرى ليس إخوانا وسلفيين فقط، فثمة قوى أخرى داخل مجتمعنا تم تهميشها حين تفرقت إلى حركات سياسية، وأحزاب صغيرة، ومجموعات متباعدة.
ولذلك سعد كثير من الناس بخبر إنشاء حزب سياسى يقوده البرادعى، باسم «حزب الثورة». صحيح ثمة اعتراضات من زميلى خالد البرى على الاسم المقترح للحزب، كما تبين وجود حزب آخر بنفس الاسم، إلا أن فكرة تجميع القوى المبعثرة، هى التى أضاءت فى نفوس الناس معانى الأمل من جديد، بعد كل ما نعيشه من إحباطات يومية.
فإذا استطاع هذا الحزب الجديد أن يضم القوى الثورية والوطنية، سيصبح هو البديل المطروح بقوة أمام شعبنا فى أى انتخابات مقبلة، إذ يمكن للناس أن يجدوا بديلا وطنيا قادرا على المنافسة. فمصر أكبر بكثير من أن يقودها تيار سياسى واحد فقط، كما أنها ثرية جدا بتنوعها الحضارى والفكرى والسياسى.
ويجب أن نعترف أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا، فإنشاء هذا الحزب كان يجب أن يحدث منذ فترة طويلة، حتى تنصهر القوى الثورية معا، وحتى تتبلور الأفكار السياسية الملائمة لهذه المرحلة الحرجة.
فعن قريب -بإذن الله- ستنقضى هذه المرحلة الصعبة، وسيتلاشى هذا الغبار المحيط بنا، وسنصل إلى بداية الطريق الديمقراطى الصحيح، وعندئذ سيكون مطروحا أمام الناس قوة مدنية حضارية تؤمن حقا بمنهج الديمقراطية، وتسعى بجد إلى نهضة الأمة.. قوة سياسية تعبر عن روح مصر الأصيلة.. قوة لا تعادى الحضارة، ولا تتصادم مع فكر التقدم.. قوة مصرية عصرية مستعدة لقيادة الوطن حين يأتى الوقت المناسب.
المصدر: جريدة التحرير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق